مرحبا بكم فى مدونة احداث وتعليقات


حتى لاننخدع بخطاب اوباما



لعل المتابع للوضع الأمريكى يجد ان اكثر الحزبين جماهرياً هما الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى وقد تختلف الاجندة الداخلية لكلأً من الحزبين إلا أنهما يتفقا فى السياسة الخارجية لذا فاذا نظرنا الى رؤساء امريكا السابقين سنجد ان السياسة الخارجية تكاد تكون واحدة مع بعض الاختلافات الشكلية لكن فى الجوهر فالاساس واحد .

وهذا يرجع الى ان امريكا تحكمها المؤسسات والتى يسيطر عليها اللوبى الصهيونى فاستطاع هذا اللوبى ان يطوع سياسة امريكا الخارجية لخدمة اطماعه فى المنطقة وتحقيق اهدافه.

اوباما جاء الى القاهرة من اجل هدف واحد وصريح وهو تحسين صورة امريكا عند العرب والمسلمين والخفض من كراهية الشعوب الإسلامية لامريكا والعمل على جذب الشباب تحديدا للبعد عن كراهية الولايات المتحدة ولذلك كان الخطاب من جامعة القاهرة وكان هذا واضحا منذ بداية الخطاب والذى قال فيه ان هذه الايام بها توتر شديد بين المسلمين والولايات المتحدة.

خطاب اوباما اعد بذكاء شديد بل يمكن ان نقول بمكراً شديد فتراه يستخدم الاساليب التى تحقق له هدفه من الخطاب ويبدوا اننا وللاسف الشديد فى وضع مخزي للغاية لدرجه تجعل الحضور يستمر فى التصفيق وبشدة عندما سمع اوباما يتحدث بالعربية (السلام عليكم) ويستشهد بمعانى للقرآن محاولا جذب القلوب واتنزاع حب العرب و المسلمين لأمريكا.

الا ان الناظر للخطاب والمتابع لما بين السطور يجد ان هناك بعض الجمل التى تبين لنا ماذكرناه فى البداية وهو ان السياسة الخارجية الأمريكية لم تتغير ولن تتغير.

لقد قال اوباما انه هناك عدد من القضايا لابد ان نواجهها جميعا وبدا بقضية افغانستان وقال انه يحارب هناك التطرف والتشدد ويقصد تنظيم القاعدة ولن يترك افغانستان الا اذا تاكد من عدم وجود عنف مسلح متناسيا المدنيين الابرياء من المسلمين الذين يموتون فى افغانستان بل انه يرد ان يسحب تايد من العالم الإسلامي لحربه فى افغانستان.

اما عندما ذكر العراق فقد قام بتعويم الموضوع لان وضع العراق مختلف فان كان حجة حرب افغانستان هى تنظيم القاعدة فان العراق كانت حجته فى الاساس اسلحة الدمار الشامل التى لم يتم العثور عليها حتى الآن وظهرت الصورة الحقيقة للامريكان فى العراق من تعذيب وقتل للابرياء وتدمير البنية التحتية والقضاء على بلد من اقوى البلاد الإسلامية تاريخاً.

ولعل النقطة الخطير فى الخطاب هو ما يتعلق بفلسطين والقضية الفلسطينية وإسرائيل ، اوباما اراد ان يطمئن الجانب الصهيونى وقال بالحرف الواحد "الأمريكيون وعلاقاتهم القوية مع إسرائيل معروفة، وهذه الرابطة غير قابلة للكسر ومرتبطة باعتبارات ثقافية وتاريخية، ووجود وطن لإسرائيل والشعب اليهودى أمر محسوم لدى الولايات المتحدة"

وتحدث عن المحرقة متناسيا ما فعله الكيان الصهيونى فى غزة وما تزال تفعله فى فلسطين كلها الى الآن وقال ان الإسرائلين يموتون من جراء قصف الصواريخ ولم يذكر اكثر من اربعة آلاف شهيد فى غزة نتيجة القصف الصهيونى والمئات الذين يموتون بسبب الحصار .

بل الادهى من ذلك انه طالب الفلسطينيين بوقف العنف ووقف المقاومة المسلحة وعدم إلقاء الصواريخ على المدنيين " لا اعرف اى مدنيين يقصد الا يعلم سيادة الرئيس اوباما ان المستوطنين اليهود يمتكلون اسلحة وذخيرة ويقومون بالإعتداء على الفلسطينيين"

وعندما ذكر حماس لم يذكر انها منظمة إرهابية كما وصفها فى البرنامج الإنتخابى له إلا انه طالبها بوقف العنف والإعتراف بالكيهان الصهيونى حتى يتم اعطاء الشرعية لحماس والإعتراف بها وهذا لن يحدث بإذن الله تعالى ان تعترف حماس بإسرائيل .

وحول قضية الدمقراطية فى البلاد العربية فقد قال انه لا يسطيع ان يفرد راى على دولة ما فهو بذلك يرسل الطمائنية للانظمة الحاكمة بان سياستكم المتبعة الآن هى ما نريده وما نرضى عنه لانه يحقق الهدف الصهيوامريكى.

ثم تحدث عن الاقليات وذكر الاقباط فى مصر على الرغم من ان الاقباط فى مصر لا يعتبرون اقلية مظلومة بل على العكس انهم يتمتعون بكامل حقوقهم .

وفى النهاية اقول الا ننخدع بخطاب اوباما المعسول فان هذا الرجل على الرغم من كل ما ذكره فى خطابة من انه يريد ان يجمع بين المسلمين وامريكا الا انه فى القضايا الأساسية كان واضحا وضوح الشمس انه ضد المسلمين ومع مصلحة اليهود وتحقيق هدفهم فلا تعولوا كثير على هذا الرجل ولا تنخدعوا بكلامه وتابعوا افعاله تعرفونه جيدا .

ولكن ماذا بعد خطاب اوباما

اعتقد انه لن يحدث اى تغير فى الأمور فسيستمر القمع من الأنظمة العربية الحاكمة وسيتمر اليهود فى قتل وحصار الفلسطينيين وستستمر امريكا نفسها فى محاربة المسلمين فى العراق وافغانستان.

وفى النهاية اذكركم بمقولة سيدنا عمر رضى الله عنه " لست بالخب ولا الخب يخدعنى"