مرحبا بكم فى مدونة احداث وتعليقات


حق الزيارة


مقالة للمهندس محمد عصمت سيف الدولة وكانه تحدث بلسانى

بقلم: م. محمد سيف الدولة

أريد أن أرى غزة وأن أزورها.

ليس بسبب كسر الحصار.

وليس بسبب أعمال الإغاثة الإنسانية.

وليس بسبب الدعم السياسي للمقاومة.

وليس تعاطفًا مع شعبها المحاصر.

وإنما لأنني أحب فلسطين، وأريد أن أراها.

إن الناس في الأحوال الطبيعية لا يسافرون إلى بلاد الله ليدعموا أهلها.

فللسفر ألف سبب وسبب.

بل قد يكون بلا سبب.

فهو حق طبيعي وحرية شخصية.

*****

لقد حُرمنا من فلسطين لسنوات طويلة بسبب الاحتلال الصهيوني.

والآن الفرصة سانحة لزيارتها ورؤيتها بدون احتكاك بقوات الاحتلال، فلن نقابل أو نتعامل

ثناء زيارتنا إلا مع مصريين وفلسطينيين.

كما أنني أريد أن أزورها بدون أن ألوث جواز سفري بتأشيرة الاحتلال.

أريد أن أدخلها بتأشيرة فلسطينية، ويا حبذا لو كان الدخول بالبطاقة بدون جواز ولا تأشيرة.

أريد أن أعبر الحدود المصرية الفلسطينية بشكل طبيعي بدون مشاكل، ولا ضغوط، ولا قوافل، ولا هتافات.

أريد أن أزورها زيارة عادية وهادئة.

أريد أن أرى معالمها.

وأتبضع في أسواقها.

وأتجول في شوارعها.

وأتريض على شواطئها.

وأصلي في مساجدها.

واحتسي الشاي على مقاهيها.

وأتعرف على أبطالها.

أريد أن أصطحب معي عائلتي.

فنتواصل مع أهالينا هناك.

وأدعوهم إلى مصر، فيأتون في يسر وسهولة.

وأستضيف أولادهم في الإجازات، ويستضيفون هم أولادي.

*****

إنني لا أتكلم هنا عن حق الفلسطينيين في فكِّ الحصار.

وإنما أتكلم عن حقي أنا في زيارة فلسطين.

حقي أن أزورها مرات ومرات.

حقي في الزيارة من حيث المبدأ، وإن لم أستخدمه أبدًا.

*****

وأنا أعلم أنني مواطن عادي.

لست وزيرًا ولا برلمانيًّا ولا فنانًا، وبالطبع لست الأمين العام للجامعة العربية.

كما أنني لست خواجة بعيون زرقاء وشعر أصفر؛ لكي يعملوا لي ألف حساب.

ولكني مع ذلك أتمسك بحقي البسيط في دخول فلسطين وزيارة غزة.

*****

ومن المؤكد أن هناك نصًّا قانونيًّا هنا أو هناك يدعم لي هذا الحق.

نصًّا في الدستور أو حقوق الإنسان أو اتفاقيات "جنيف" أو المواثيق الكثيرة التي يتحدثون عنها يل نهار.

وإن لم يكن هناك مثل هذا النص، فيمكننا أن نصنعه بأيدينا.

وذلك بأن نُصِرُّ جميعًا على زيارة فلسطين.

فإن فعلنا، سنزورها كثيرًا بإذن الله.

0 التعليقات: