إن ما يشهده اهلنا فى غزة الآن من حصار ودمار وجوع وتضيق انما هو لشئ تقشعر له ابدان الذين يؤمنون بالله حقا لانهم عرفوا وادركوا انهم مسئولون وسوف يحاسبون امام الله عز وجل ماذا فعلوا لاخوانهم المحاصرين؟
اما حكامنا فى هذا الزمان فان الامر بالنسبة لهم لا يعنيهم لانهم لا يفكرون الا فى كيفية المحافظة على الكرسي وتقديم الولاء والطاعة لحامى الكرسى .
لذا فلا تعولوا ابدا ابدا على حكامكم ولا تنتظروا منهم شئيا ولو بسيطاً ولنتحرك نحن من احسسنا بالازمة وشعرنا بمدى المعاناة التى يتعرض لها اخواننا واهلنا فى غزة العزة .
فليفعل منا كل ما يستطيع فعله حتى وان كان صغيرا جدا فهو عند الله كبير وكما يقول الرسول الكريم "لا تحقرن من المعروف شيئاً".
فشاركوا فى اى عمل خاص باخواننا فى غزة سواء اكان صغيرا او كبيرا مؤتمراً كان او قافلة متوجه الى هناك ولا تغفلوا ابدا ابدا عن التبرع بالمال .
ولعل هذا الحصار الغاشم على اهل غزة لم يكن هو اول حصار لها فقد سبق وان حوصرت من قبل الصليبيين فى عهد الشهيد نور الدين محمود الذى نفتقد امثاله فى هذا الزمان فلم ينم ليال متتالية من همّه وخوفه على المسلمين المحاصرين.. فأصابه المرض والتعب.. فقال له أسد الدين شيركوه : مالك لا تنام يا سلطان المسلمين؟ فقال نور الدين: كيف أنام واهل غزة ويافا وحيفا لا ينامون بسبب الجوع والبرد والخوف؟ فقال أسد الدين: والذي بعث نبينا بالحق لأنطلقنّ بالجند حتى أفك الحصار عنهم.. فشنّ الغارات على الصليبيين حتى أجبرهم على فك الحصار.. عندها نام نور الدين.. " بينما حكامنا ينامون الآن فى سبات عميق ولا يهتموا لمثل هذه الامور"
كما حوصرت غزة ايضا من قبل فى أيام صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله - وكان حينها في مصر.. فخطب صلاح الدين من فوق منبر الأزهر مخاطباً المسلمين في مصر قائلاً: إن إخوانكم في عكا وغزة قد أكلوا الكلاب والقطط، فلا يقربن أحدكم أطايب طعامه حتى يشعر بحال إخوانه.. وحرم السلطان نفسه وأهله إلا مما يقيم الأوَد..
حوصرت غزة في فترة الحملة الفرنسية على مصر.. حاصرها نابليون.. فقام علماء المسلمين في المسجد الأزهر بقيادة ثورة ضد الجيش الفرنسي.. قادها الشيخ الساداتي والمحروقي والدمياطي.. حتى أجبر نابليون على فك الحصار..
وهكذا لم يكن حصار بنى صهيون لغزة هو الاول ولكن وللاسف الشديد تخاذل المسلمين الآن هو الأول
فهل سنظل فى تخاذلنا ام سيتحرك الشعب ويثور ويهب لنصرة اهله فى غزة؟.
اما اهلنا فى غزة فاصبروا وصابروا ورابطوا ولا تلجوا الى الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله – عز وجل – وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)) .
اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين والمسلمين اللهم عليك بكل من شارك وساعد فى حصار اهل غزة يا قوى يا عزيز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق