مرحبا بكم فى مدونة احداث وتعليقات


القرصنة الصومالية .. حلقة فى سيناريو الحرب القادمة فى المنطقة‏

بقلم/ سحر جلال
يبدو ان الأنظمة العربية المغيبة صارت لا تعنيها اى معطيات تمس أمن بلدانها مساس مباشر مهما بلغت درجة خطورتها .. طبعا .. فهى لا تتحرك اصلا بعد وقوع الكارثة فهل نتوقع منها ان تتحرك مسبقا لتتدارك الأمور قبل فوات الاوان .. هيهات !!
هل هناك نظام عربى واحد يستطيع قراءة او استشراف المواقف وتحليلها والتعامل على اثر النتائج المتوقعة بشكل مسبق .. والله لن يحدث حتى ولو مدونة بطريقة برايل .. فكما حوار الطرشان هذه مسيرة عميان البصائر والقلوب .. جهال الضمائر!!

تواترت الأخبار فى السنوات الأخيرة بانباء عن عمليات قرصنة يقوم بها صوماليون استهدفت فى بداياتها اختطاف مراكب وسفن صيد صغيرة نوعا ثم تطورت الى سفن الصيد الكبيرة مما ادى الى شلل تام لعمليات الصيد قبالة السواحل الصومالية ،، والمعروف ان خليج عدن المقابل لهذه السواحل يتميز بالاعداد الرهيبة لسمك التونة حتى انه لا يغطى نشاط الصيد فى البلدان المطلة على هذه السواحل فقط بل امتد ليكون مصدر هام جدا لأساطيل الصيد اوربية الجنسية حيث وصلت عدد سفن الاسطول الاسبانى القابعة بهذه المياة على سبيل المثال نحو ثلاثون سفينه هذا بخلاف عشرون باخرة انجليزية تعرض منها العديد لمحاولات خطف وقد نجح بعضها بالفعل ولا يزال بحارة غربيين فى اسر هذه العصابات حتى الآن و لم تنجح محاولات دولهم العظمى فى التفاوض لتحريرهم .
وكالات الانباء ابرزت ان تطور هذه العصابات كان سريعا وغريبا ومثار شك حيث انهم فى البداية كانوا ينطلقون من قوارب صغيرة للغاية ثم اصبحوا الآن يباشرون اعمال القرصنة من خلال سفن عملاقة ومطورة ،،، كما انهم فى بداية ألأمر كانوا يركزون على السواحل الصومالية بالاساس ثم انطلقوا بعد ذلك الى قلب خليج عدن والمياه الدولية ،،، كذلك انهم بدأوا بمهاجمة قوارب وسفن الصيد الصغيرة.. ثم هاجموا السفن التى تحمل مواد اغاثية للشعب الصومالى نفسه .. ثم عاودوا التطور مرة اخرى ليهاجموا جميع انواع السفن على اختلاف نشاطها وطبيعتها حتى انهم اختطفوا سفن كيميائية وسفن عسكرية عملاقة مستخدمين اسلحة وصفت بانها متطورة وثقيلة !!
يوما ليس ببعيد كانت هذه المجموعات بسيطة نوعا يسهل احتواءها والتعامل معها والتصدى لها وانهاء الامور قبل استفحالها ..
بلدان المنطقة العربية المتاخمة لهذه السواحل والمطلة على خليج عدن والبحر الاحمر والتى يتقاطع امن بلدانهم ومصالحها مع هذه الاحداث كان يجب ان تنسق فيما بينها تعاونا مع بلدان القرن الافريقى " أثيوبيا وجيبوتي وإريتريا وكينيا و.. والصومال طبعا" لبذل جهود جادة وحثيثة لدحر هذا التشكيل العصابى فى مهده ... ولكنهم لا يقرأون !!!

قبل ان تبدأ امريكا الحرب على العراق بعدة اشهر فقط قام بوش بالاجتماع بقادة عدد من بلدان القرن الافريقى فى واشنطن اعقب ذلك باربعة ايام فقط زيارة لرامسفيلد وزير الدفاع آنذاك لنفس هذه البلدان وانطلق منها مباشرة الى قطر تحديدا !!

اكتسب القرن الأفريقى فجأة اهمية كبرى فى الآونة الأخيرة ،، كما تكررت محاولات اسرائيل للتقارب مع العديد من بلدانه وتم تطبيع علاقاتها فعلا مع اريتريا ... وذلك لعدة اسباب ابرزها ... كونه بدوله المذكورة سلفا المتحكم فى جزء كبير من المحيط الهندى اضافة الى مدخل البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن طبعا وعليه فهو المتحكم فى مرور ناقلات البترول العملاقة من والى الدول العربية فى منطقة الخليج اضافة الى سفن التجارة العالمية ، و الأهم تحكمه فى مرور القطع البحرية العسكرية القادمة من الدول الغربية لتتمركز فى المنطقة لمتابعة عملياتها العسكرية فى العراق او اى دولة اخرى من دول المنطقة قد يأتى دورها المقرر فى اجندة المحتل ،، كما ان ظهور البترول فى بعض البلدان كالسودان اكسب القرن اهمية اكبر لفترة اطول !!
مؤخرا فوجئنا بقيام القراصنة بالاقدام على عمل ادهشنى فعلا حيث اعلن عن اختطاف سفينة شحن اوكرانية عملاقة تحمل ما يزيد عن ثلاثين دبابة اضافة الى شحنة اسلحة كبرى ومتنوعة كانت فى طريقها الى الجيش الكينى !! امر عجيب !! وما زاد دهشتى ان تحركت سفن حربية امريكية واوربية وآسيوية وهى موجودة بالفعل الآن حول السفينة الأوكرانية توقعت ان يتم تحريرها فى اسرع وقت وان يتم تلقين القراصنة درسا لن ينسوه لفترة طويلة جدا او حتى القضاء عليهم بصورة نهائية .. الإ اننى فوجئت بانباء عن استمرار التفاوض مع الخاطفين وتخفيض الفدية التى طالبوا بها للافراج عن السفينة من 35مليون دولار الى20مليون دولار !!! ماذا يحدث !!! وما هذا الهذيان ؟؟!!!

مجموعة من قراصنة البحار ""الصوماليين "" ماذا يملكون ليطوروا اداءهم بهذا الشكل فى هذه الفترة الوجيزة .. بحثت فوجدت ان الدول التى تعرضت لهجماتهم دول جبارة كالصين واليابان وفرنسا !!
بلغت قوتهم انهم اختطفوا اربع سفن عملاقة فى يوم واحد !!
يقوموا بالهجوم واذا ما فشلوا يقوموا بهجوم لاحق فى مكان جديد خلال ساعة فقط !!
يحتجزون ما يقرب من 11 سفينة طرفهم لم يستطع احد تخليصها من قبضتهم !!
تعرضت اكثر من ستين سفينة مختلفة لهجماتهم خلال عدة اشهر فقط !!
بلغت مجموع ما تحصلوا علية من فدية مالية قرابة الثلاثين مليون دولار حتى الآن!!
الدول الغربية العظمى ارتأت ان لا حل لحماية سفنها الا تأمينها عن طريق سلاح الطيران !!

من هؤلاء حقيقة ومن وراءهم يدعمهم واى سيناريو هذا الذى نراه على الشاشات امامنا باخراج مبدع!!

كل هذا يحدث ونحن نغط فى نوم عميق !!! وكأن الأمور لاتعنينا !!! امريكا تتعاون مع دول القرن الافريقى جنوب مصر قبل حرب العراق .. القراصنة على ابواب البحر الاحمر يطورون اداءهم بشكل لافت ويتحدون الدول العظمى .. البترول يظهر بشكل مبشر فى السودان "جنوب الوادى سابقا " .. اقتتال دارفور لا تخمد نيرانه .. الرئيس السودانى محاكم مطارد مخلوع منكوب من مافيا عصابة الأمم .. الدول العظمى تقترح حظر الطيران فوق دارفور لمراقبة الأمن بالاقليم السودانى .. اسرائيل مستمرة فى مسيرة التطبيع مع دول القرن الافريقى .. عشرات البارجات والنقالات والسفن الحربية من عشرات الدول الغربية تستعد الآن للرسو فى الجنوب اضافة الى الشرق ..... تلك كلها اشكاليات ابعد من ان تبحث على موائد القمار والخمر والنساء و الكبسة " ارز ولحمة " وليست كبسة البوليس !!!

فرنسا – والمستغرب انها فرنسا رغم اننى تخيلت ان امريكا ستكون سباقة لحماية مصالحها كما هى العادة الا انه لابد من الابتعاد عن قلب الحدث والاكتفاء بالادارة من الخارج - فرنسا كانت الدولة التى سعت الى تحرك دولى فاعل وجاد حيال ما يحدث فى مياه حدودنا العربية والافريقية !! حيث تقدمت الى مجلس الامن باكثر من مشروع قرار هدفها مكافحة القرصنة الصومالية عن طريق ارسال قوة بحرية دولية هدفها تأمين السفن المارة من خليج عدن والغريب والمثير للشك انها حينما طلبت ذلك بررته بحماية سفن الامم المتحدة الخاصة ببرنامج الغذاء العالمى والادعى للقلق انها تطالب بالسماح بالتعامل مع القراصنة حتى اذا تطلب ذلك الدخول الى عمق المياة الصومالية الدولية !!!

الرئيس اليمنى يجوب الآن البلدان العربية فى تحرك تأخرا دهرا محذرا من تدويل البحر الأحمر و تخوفه من هدف ونتيجة وصول عشرات السفن الحربية على بوابته حتى ان احدها عبارة عن مدمرة حمولة 55 طنا !!! تحرك فعلا يثير السخرية !!! معظم زعماء العالم العربى خفيفى الظل !!

بالامس فقط قرأت تصريح هزيل للوزير الاسد الجسور قطاع الايادى والأرجل وحامى حما بوابة معبر رفح تقريبا على ما اذكر بضرورة اشراك مصر فى اى جهود دولية بصدد هذا الأمر واعتقد ان الخبر اعيد صياغته .. لم اهتم اصلا بصراحة !!!

استكمالا لمسيرة النظام الغافل بقيادة مصر نحو الهاوية فانه لم يلتفت يوما لأى مما سبق .. رغم ان اول تأثير سلبى سريع ومحتوم هو انخفاض عائدات قناة السويس بطبيعة الحال جراء انخفاض حركة الملاحة بها بشكل عظيم ... الا انه فى سبات عميق .... لم اجد قراءة للاحداث تؤيد ما اذهب اليه تقريبا لكننى اتمسك به ..

ففى حين ان البعض يظن ان التالى هو ايران .. الا اننى اعتقد ان التالى هو احد اعضاء النادى العربى وان الضربة المحتومة تجرى لها الاستعدادات النهائية الآن ... من هزموا فى العراق وافغانستان يعدلون استراتيجيتهم فى مرمى المنطقة العربية بخطى حثيثة !!

اننا على اعتاب ذكرى حرب اكتوبر المجيدة الأمر الذى يذكرنا بأهم الاسلحة المستخدمة فيها والتى كانت ولا شك من اهم الاسباب المباشرة للنصر وهى سلاح البترول العربى وقناة السويس وتحكم كامل للبلدان العربية فى الخلجان والمضايق والمياة العربية والافريقية .... ان الغرب تعلم الدرس جيدا وها هو يجردنا من كل سلاح قمنا باستخدامه ابان حربنا على الصهاينه .. ويحضر لمواجهة جديدة قريبة و بحوزته كل ما كان يوما لنا من اسلحة بخلاف سلاح أخير قابع فى القلب !!!

ترى لمن كل هذه الاستعدادات !!! ومتى تكون الساعة صفر !!! وان فرضنا جدلا ان يفيق اصحاب الشأن فهل ستكون لهذا فائدة ترجى الآن !!!

والسلام عليكم
اختكم فى الله - سحر جلال

0 التعليقات: