مرحبا بكم فى مدونة احداث وتعليقات


حمادة عبد اللطيف.. مأساة وطن ام جريمة وطن؟

بقلم - سحر جلال


ادعوكم اخوتى واخواتى ان نشاهد معا هذا الفيديو وان نطيل النظر وان نتحمل المشاهدة حتى النهاية
بل ادعوكم ان تقوموا بتحميله على اجهزتكم الخاصة لتعاودوا المشاهدة مرارا وتكرارا

http://amlalommah.co.cc/aml-975.html

هذا ما قمت به فعلا .. واحببت ان اتشارك معكم بقراءتى للحدث
حادث مدرسة الجزيرة بالاسكندرية حادث يستحق فعلا ان يستوقفنا مليا لعدة اعتبارات تأخذنا فى طريق طويل اشبه بسرداب مظلم نهايته بركان مدمر .. وتحفز كل فئآت الشعب المصرى على البدء فى تحرك جاد وسريع لتصحيح الأوضاع .. كل فيما يخصه فكلنا نساهم بشكل او بآخر ان يكون لدينا كل يوم حمادة عبد اللطيف جديد ...


1- اول ما تبادر الى ذهنى مع اللقطات الاولى للحادث هو عدد افراد القوةالامنية التى تعاملت مع اولياء الامور وتنوعها ، فاذا اراد الأمن تنفيذ مهمته بمنع اولياء الامور فعلا من اقتحام المدرسة المغلقة كما يدعون فلابد بالضرورة ان تتناسب القوة مع المهمة فالمعروف انهم مواطنون عزل وانهم يصطحبون اطفالهم معهم فى محاولة لتنفيذ حكم قضائى باعادة فتح المدرسة كل تخوفهم هو ضياع مستقبل ابناءهم لتأخرهم عن اقرانهم خاصة ان العام الدراسى بدأ بالفعل منذ فترة ،،، اذا لا نية لهم بالتعدى او حتى التظاهر وهم اعداد محدودة اصلا كما يرى من الفيديو .. اذا لا داعى مطلقا لهذه الاعداد الغفيرة من قوات الأمن خاصة انها قوات مسلحة ،،، يعطينا هذا انطباعا اكيدا ان المهمة لم تكن منع دخولهم او تفريقهم ..لا .. ان المهمة الاساسية للقوة هى ارهاب الشعب خاصة انها تمركزت وادت مهمتها على طريق مزدحم وحيوي كما هو واضح .. والتهور الاجرامى المتبجح لضباط برتب كبيرة نوعا فى التعامل امام مصر كلها بهذا الشكل امر مستغرب .. ان يتم التعذيب فى السجون او حتى اقسام الشرطة امر معروف .. اما ان يتم امام العالم كله وهم متأكدون ان هناك من يرصدهم من الصحفيين او حتى كاميرات موبايلات المارة .. اتصور ان هذه العملية تحديدا نقطة انطلاق جديدة للأمن المصرى ومؤشر لوضع جديد بالبلاد سنراه يتكرر كثيرا واذا اخذنا فى الاعتبار ما حدث فى الدويقة نتأكد من اننا امام مشهد ينبىء بمواجهة محتومة وقريبة جدا بين الشعب والنظام متسلحا بقوات الأمن وانها ستكون دموية للغاية وتستوجب الاستعداد الجاد والحاشد لكل قوى الشعب .
2- الفئة الموجه لها هذه الهجمة الشرسة من قوات أمن مصر ترسل لنا جميعا على ارض مصر رسالة خاصة محددة .. انه مهما كنت مسالما بعيدا فحتما ستطالك يوم اسلحة اخطبوط فساد المؤسسات المصرية على اختلافها .. لذا يجب ان يدرك شعب مصر بكامل طوائفه وفئاته وقناعاته وحتى ايمانياته وعقائده ان مبدأ " ابعد عن الشر وخليك فى حالك احسن لك " صار غير مجدى مطلقا لسبب بسيط ان الشر نفسه لن يترك احدا لأنه توحش واستفحل وتوغل و اصابته حالة من الهلع و عدم الاتزان امتزجت بقناعة دموية بأن "ارهاب الشعب .. هو الحل " لذا لزم علينا توعية الشعب بأن الرحى تدور على رقاب ثمانين مليون دون أى استثناء واذا كان للموت بدا فمن العار ان نموت جبناء ولا اقل من ان نموت من اجل هدف ونموت وقوفا وربما نجحنا فى ان نوفر لاجيال قادمة ما نحلم به الآن .
3- سلوك كبار الضباط كان اسوأ من سلوك باقى قوة الأمن على ضخامتها فلم يقف الأمر عند اعطاءهم اوامر لتنفذ وانما باشروا عملية التعذيب بانفسهم وعلى الملأ وبصورة تدعو للتساؤل .. ماذا بين الشعب والضباط .. اذا هذا السلوك ضد خارجين عن القانون او حتى ضد متظاهرين او فى احداث شغب ربما كان متصورا.. مرفوضا نعم ولكن على الاقل متوقع .. لكن ان يكون ضد اناس مسالمين لم يقدموا على اى ردة فعل تبرر هذا السلوك .. كان هذا الأعجب على الاطلاق .. ما كل هذا الحقد؟ ولمن هو موجه بالاساس ؟ وهل يتوقف عند المواطن ام يتعداه للوطن ؟ ماذا يكن لى ذلك الضابط المكلف اساسا بحمايتى وتأمينى وتأمين البلاد حتى تدفعه مشاعره تلك ان ينتزع الطفلة التى احملها ليلقيها ارضا ثم يبدأ فى تعذيبى لحد الموت او الاقتراب منه ؟ ثم ان قادته فى الادارة تولوا حمايته حتى هذه اللحظة فى تحدى سافر للقانون .. من هؤلاء حقيقة ؟ وكيف نضع امن مصر بين ايديهم وهم بالاصل وقبل اى قوة خارجية غير امناء لا على مصر و لا على شعبها ؟!
4- هذه الحادثة وحوادث عدة تؤكد ان نواب الشعب و نخب المصريين وكل القوى الوطنية فى مصر يجب ان يتحققوا من مرجعيات المؤسسات العسكرية فى مصر قبل ان نصحو جميعا يوما على كارثة كبرى لا يمكن اصلاحها .. ماذا يدرس لطلبة الكليات العسكرية ؟ من يحمون وضد من ؟ اذا البلاد تنهل من بحر التطبيع الآن فمن هو العدو وعلى من يطلق هذا اللفظ اذا كان لا زال فى مراجعهم وكتبهم ومحاضراتهم وخططهم ؟؟؟!!! يجب ان تكون المؤسسة العسكرية فى مصر تحت المراقبة والمحاسبة فى اقرب وقت.. الشعب لا يدعم المؤسسة العسكرية المصرية من دمه وماله وجهده لينزل الجيش المصرى ضد اهل فلسطين وينزل البوليس المصرى ضد المصريين .. المفاهيم تبدلت وتحتاج لاعادة ضبط بشكل فورى .
5- من الواضح للعيان ان الأوامر فى هذه البلاد ممكن ان تصدر مباشرة من قلب السفارة الامريكية وكأننا الولاية رقم حاجة وخمسين دون الرجوع لأحد .. فمقولة الضابط امام الجميع لو جه حسنى مبارك نفسه المدرسة مش حتتفتح تانى .. امر يستحق التوقف فعلا .. لأنه مزيد من التأكيد على اننا فعلا فى حالة احتلال وان النظام افقد مصر سيادتها تماما على اراضيها وان الذى يصدر الأوامر حقيقة للأمن المصرى هو اما امريكا او اسرائيل ولا غير .. واكرر ولا غير .
6- تراجع المؤسسة التعليمية فى مصر والتراجع الأعظم الى حد بلوغ قاع الهاوية لمؤسسة الأزهر فى البلاد وما حدث وطال - بأوامر من شيخ الأزهر - المواد الاسلامية والشرعية فى المناهج التعليمية وحديث طال عن تجديد الخطاب الدينى حتى فى المدارس الابتدائية .. والذى وصل حد ان يتم تناول احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على انها " كلمات رجل صالح !! " و مع الصحوة الدينية التى تعيشها مصر هذه الأيام اصبح اتجاه العديد من اولياء الأمور المتطلب هو تعليم ابناءهم على اساس صحيح العقيدة الاسلامية و دراسة المواد الشرعية بالاساس اضافة الى المواد العلمية الأخرى الأمر الذى ادى الى لجوء البعض للتصرف بشكل فردى وبمنأى عن المؤسسة الدينية الأولى والأكبر فى العالم الاسلامى و هى الأزهر الشريف .. وهو امر يدعو للحذر .. فرغم ان ما سمعته عن نظام التعليم فى مدرسة الجزيرة الاسلامية الخاصة و يدعو الى الفخر والمؤازرة .. الا اننا لن نفترض ذلك فى كل مؤسسة تعليمية ما لم تتم مراقبة المواد بها بشكل جيد من اولى الأمر من علماء الازهر الثقات واشدد على الثقات .. قبل ان نفاجأ بالتأصيل لأفكار لا علاقة لها وصحيح الاسلام ، ووقت ان يضطلع الأزهر بمهمته تلك حتما سيكون بالتبعية دور ملزم لمؤسسة الأزهر فى حماية هذه النوعية من المدارس من اسلحة القوة البتارة فى مصر لكل ما هو اسلامى ونحقق نهضة تعليمية حقيقية فى البلاد .
7- اكثر مأ يؤلم فى هذا الفيديو هو ما وصل له الشعب المصرى من اللا مبالاه وشعور البلادة العجيب الذى قد يوحى لاعداء مصر ان تقدموا فان الشعب نائم أو مرفوع من الخدمة وانه كما سقطت قبل خمسة اعوام عاصمة الخلافة دون مقاومة فان مصر حتما ستكون الاسرع بالسقوط .. تستشعر ان الشعب قد تبدل ان المصريين الحقيقيين ربما هاجروا وتركوا خلفهم من يشبههم فقط فى الملامح .. اخطر ما يمكن ان يستشعره اعداء الأمة هو هذا الأمر .. وهو ما يجب ان نحارب وبقوة لنعمل على تغييره .. آن للشعب ان يشارك بشكل مباشر وفاعل فى كل شىء .. يجب ان يترك خطباء المساجد منابرهم قليلا ليقودوا الشعب للعمل الاصلاحى والتفاعل مع واقعه لبناء مستقبله .
8- النظام المصرى يعيش حالة من الشيخوخة والترهل بلغت حد الخرف وعدم الاتزان والهياج .. ان الفزع الذى انتابه جراء اقدام العديد من افراد الشعب البعيدين فى الاصل عن ممارسة اى عمل سياسى او اصلاحى خاصة من فئة العمال استحثه على مزيد من الاجراءات القمعية متصورا ان ذلك قد يفضى فى النهاية الى الاستكانة المعتادة واكثر ما اخاف من نتائج لهذه الاجراءات التعسفية هو مزيد من العنف والفوضى التى قد تلقى بالبلاد فى غياهب لا يعلم مداها الا الله الأمر الذى يدعو فعلا لتصرف جاد من كافة القوى الاصلاحية لتعديل المسار بعيدا عن حدود العنف والفوضى اكيد ان المؤسسة العسكرية تعج بالشرفاء رافضى هذه الممارسات والذين اتصور لهم موقف يجب استنهاضهم اليه واتذكر انه لا زال لدينا دستور وقوانين تحكمنا جميعا .
9- للاسف الشديد رغم ان القانون مفترض ان تكون له السلطة الاعظم فى البلاد وانه ممثلا للباب الأخير لبسطاء الشعب المصرى الذى يطرقونه مستنجدين فى لهفة المستغيث بحثا عن ابسط حقوقهم الضائعة الا اننا فؤجئنا مؤخرا بممارسات ضد القضاة انفسهم و ضد الاحكام القضائية على حد سواء يجب ان تكون هنا وقفة حاسمة وحازمة وشديدة وغليظة جدا حياله من رجال القضاء ورجال القانون الشرفاء فى مصر .. هذا امر حتمى وفورى وان تبحث فيه الهوة الواسعة بين سلطة القضاء والسلطة المفترض فيها تنفيذ الاحكام وتأمين البلاد وشعبها !!!

بقلم / سحر جلال



0 التعليقات: